نبيـل رجـب لـ«السـفير» مـن خلـف القضبـان البحرينيـة: أنـا حـرّ طليـق... والصمـت الغربـي يُشـترى بصفقـات نفـط وسـلاح
11:02 AM
رشا ابي حيدر
ضاق نظام آل خليفة ذرعاً بغالبية أصوات الشعب البحريني المطالبة بالتغيير وبتأمين أبسط حقوق المساواة. هذا الشعب الذي عبّر، ولا يزال، عن مطالبه بأكثر الطرق سلمية بين الثورات كافة، لم يستسلم أمام أنواع القمع والانتهاكات التي يمارسها النظام بحقّه. ولم يعد مستغرباً أي شيء من قبل سلطة تتّخذ قراراً بتجريد مواطنيها من جنسيتهم، ومن سلطة تبقي «نبيل» الثورة البحرينية في السجن لإسكاته، مع غيره من المعتقلين السياسيين الذين يدفعون ثمن المطالبة بحقوقهم.
نبيل رجب، الشخصية الأكثر تأثيراً في البحرين والحقوقي المناضل الذي يقبع في السجن منذ 7 حزيران الماضي، حكم قبل أيام بالسجن لمدة سنتين بعد أن كانت ثلاث سنوات، وذلك بتهمة «التجمهر غير المرخّص». وقد أصبح منذ اعتقاله صوتاً مزعجاً وتهديداً لهيبة السلطة، التي عرّاها بفضحه الدائم للانتهاكات التي ترتكبها.
قبل اعتقال نبيل ببضعة أيام فقط، التقى زملاء في صحيفة «السفير» في منطقة «عشقها كما يعشق البحرين»، في شارع الحمراء في بيروت. واليوم، وبعد محاولات عديدة، استطاعت «السفير»، أن تُسمِع العالمَ صوتَ نبيل رجب، الذي لم يستطع أحد إسكاته، بعد أن خصّها بهذا الكلام من خلف قضبان السجن.
{ لماذا يستمر القضاء بسجنك، في حين أن الأحكام المماثلة لتهمتك تكون عادة أقل بكثير؟
ـ في الحقيقة، الأضرار التي تكبّدها النظام البحريني في سمعته وصورته أمام العالم جراء زجّي في السجن تفوق أضراره من حريّتي، وإبقاء ناشط حقوقي في السجن طوال هذه المدة بسبب مشاركته أو دعوته لتجمع سلمي أو تظاهرة هو أمر لم يعد يقبله العالم المتحضّر اليوم.
في الواقع، لقد صدمت من الحكم الصادر ضدي بسبب تغريدة «تويتر» أو بسبب التجمهر غير المرخّص، إذ لم أكن أتوقع أن تقوم السلطة بسجني لتهم تافهة، في الوقت الذي تحاول فيه أن تظهر وكأنها تحترم حقوق الإنسان.
تزعم السلطة انها لا تمنع ممارسة الحق في التظاهر، ولكن الواقع يكذّب ذلك لأنّ السجون البحرينية تعجّ بمعتقلين تهمتهم الوحيدة هي المشاركة في مسيرات سلمية مناهضة للحكومة، ولكن للأسف قضايا هؤلاء لم تبرز للإعلام كما هي قضيتي.
الأحكام التي صدرت ضدي كشفت حجم الخلل في القضاء البحريني ومدى خضوعه واستسلامه للسلطة التنفيذية، وسلّطت الأضواء العالمية على طبيعة نظام الحكم في البحرين، وأثبتت للعالم انّ السلطة ضاقت ذرعاً من انتقاداتي المستمرة في الإعلام والصحافة، وانّها من أجل إسكاتي مستعدة للقيام بأي انتهاك للقانون الدولي مهما كان حجمه.