
المعارضة المسلحة والإشارات المقلقة حول تجاوزات خطيرة لحقوق الإنسان
8:43 AMمحمد حيان السمان*
يبدو أن القانونَ الأبديّ المتعلق بتعبيرات ما قبل الدولة الدستورية, والقائل بحتمية التعسّف في استخدام السلطة حالَ امتلاكها, قد استأنف عمله في حلب ( ثاني أكبر المدن السورية وذات الثقل الاقتصادي والتجاري الكبير). وهذه المرة من الجهة المقابلة : المعارضة المسلحة وتعبيرها الغامض المراوغ : الجيش السوري الحر, وقد بات الآن يتاخم حدودَ المقدس الجليل الذي يهاب الجميعُ مساءلته أو نقده أو التلميح إلى أخطائه.
فمنذ سيطرة مقاتلي المعارضة السورية على أحياء في حلب أواخر تموز الماضي, والإشارات المقلقة حول تجاوزات خطيرة لحقوق الإنسان, تصدر من داخل المدينة وتحيل إلى أجواء من الرعب والتوجس يعيشها الناس هناك, ليس من احتمال تكرار سيناريو بابا عمرو في حمص, أو ما حدث من تدمير وتنكيل على أيدي قوات النظام مؤخراً في دمشق, فحسب, وإنما من تمادي مقاتلي المعارضة أنفسهم في ممارسات لا تكاد تتميز من حيث النوع, عن ممارسات النظام وقتلته من رجال أمن وشبّيحة. ولعل أنصع الوقائع الدالة على هذه التجاوزات تمثلت في إقدام المسلحين على تنفيذ حكم الإعدام العلنيّ الميداني بمجموعة من الشبيحة من آل بري بعد اعتقالهم. وقد أعدموا بطريقة ثأرية احتفالية تضمنت قدراً هائلاً من التنكيل الفظيع بأجساد القتلى. أما الواقعة الفظيعة والبارزة الأخرى فقد تمثلت في مهاجمة (مقر شرطة الصالحين- جنوب حلب) وقتل رئيسه العميد – علي نصر-, حيث قام المسلحون بعد قتل العميد بسحله في الشوارع والتمثيل بجثته, وسط أجواء احتفالية هستيرية أيضاً.